languageFrançais

نجوى كرم.. شمس الأغنية التي أشرقت من جديد على ركح قرطاج

ليست المرة الأولى، لكنها بالتأكيد ليست ككل مرة. مساء السبت 9 أوت، عادت شمس الأغنية اللبنانية، ابنة زحلة، نجوى كرم، إلى مهرجان قرطاج الدولي بعد غياب دام تسع سنوات، لتغني هناك للمرة العاشرة في لقاء حمل أبعاداً فنية ووجدانية وتاريخية، وجمع الآلاف من عشاقها في تونس.

حفل ذهبي… يليق بقرطاج

في حدود الساعة العاشرة ليلاً، أطلت نجوى على الركح بلباس ذهبي مستوحى من التصميم القرطاجي، وكأنها قطعة من تاريخ المكان. 

وافتتحت السهرة بتحية خاصة لتونس من خلال أغنية "دايم عزك يا قرطاج"، فأشعلت التفاعل منذ اللحظة الأولى. 

ومن هناك انطلقت في رحلة موسيقية امتدت حتى منتصف الليل ونصف، قدّمت خلالها باقة من أجمل أغانيها التي رددها الجمهور معها كلمة بكلمة، في مشهد حول المسرح إلى كورال ضخم.


رحلة عبر أرشيف ذهبي

تنقلت نجوى بين محطات مسيرتها، من ميدلي بغرامك مسلوبة، إلى هيدا حكي، عاشقة، أيا أنا بدك، وخليني شوفك بالليل، مروراً بـبالروح بالدم، وميدلي "البيات – تهموني"، حالة طوارئ... 
كما قدّمت ميدلي "سيكا"، وميدلي وكبرنا، وأغنيات لشحد حبك، يلعن البعد، انت شريك، وما في نوم. وقرب النهاية، أبدعت في ميدلي كيف بداويك، وميدلي خليك عالأرض – عيون قلبي..


هوية فنية لا تتغير

منذ بداياتها في أواخر الثمانينات، رسخت نجوى كرم مكانتها كصوت لبناني جبلي أصيل يمزج بين الطرب المعاصر والأغنية الشعبية اللبنانية.
أغانيها، من ما في نوم إلى روح روحي، تحولت إلى جزء من الذاكرة العربية، وأسلوبها ظل وفيّاً لهويتها الفنية، مع قدرة لافتة على التجدد.

تونس… وطن فني موازٍ

علاقة نجوى بتونس تتجاوز حدود المهرجانات، فهي علاقة دفء ومحبة متبادلة. في كل لقاء، تصرخ "بحبك يا تونس"، فيردّ الجمهور "نحبوك برشا"، وكأنها ابنة من أبناء البلد.
حفلاتها في قرطاج كانت دائماً موعداً استثنائياً، يجمع بين الطرب الصافي والحنين.

امرأة بمبدأ وفن صادق

بعيداً عن الصخب الإعلامي والخلافات، اختارت نجوى مسيرة فنية خالصة، تحافظ فيها على كرامتها واحترامها لجمهورها. في زمن يكثر فيه المؤقت والسطحي، تواصل إثبات أن الفن الحقيقي هو الذي يبقى لأنه صادق.


صلاح الدين كريمي